وعد ربنا من ثواب وعقاب، إلا مفعولًا حقًا يقينًا، إيمان بالقرآن وتصديق به).
واستدل الشافعي بقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا﴾ الآية، على استحباب هذا الذكر في سجود التلاوة - ذكره السيوطي في "الإكليل".
وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: [كان رسول الله - ﷺ - يكثر أن يقول في سجوده: "سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي"] (١).
وقوله تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾.
قال القرطبي: (هذه مبالغة في صفتهم ومدح لهم. وحقّ لكل من توسّم بالعلم وحضل منه شيئًا أن يجري إلى هذه المرتبة، فيخشع عند استماع القرآن ويتواضع ويذل).
وذكر ابن جرير بسنده إلى عبد الأعلى التيمي قوله: (من أوتي من العلم ما لم يبكه لخليق أن لا يكون أوتي علمًا ينفعه، لأن الله نعت العلماء، ثم تلا هذه الآية).
وفي معجم الطبراني بسند صحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن رسول الله - ﷺ - قال: [أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعًا] (٢).
وفي الآية دليل على جواز البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى أو بسبب المعاصي والزلل. وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن مطرف، عن أبيه، قال: [رأيت رسول الله - ﷺ - يصلي، وفي صدره أزيزٌ كأزيز الرَّحى من البكاء - ﷺ -] (٣).
١١٠ - ١١١. قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (١١١)﴾.
في هذه الآيات: إثباتُ الأسماء الحسنى لله تعالى ولو كره الكافرون. وحثُّ الله نبيّه
(٢) حديث صحيح. أخرجه الطبراني في "الكبير" - من حديث أبي الدرداء - انظر صحيح الجامع (٢٥٦٦)، وصحيح الترغيب (١/ ١٨٧).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن - حديث رقم - (٩٠٤) - في الصلاة - باب البكاء في الصلاة. انظر صحيح سنن أبي داود - حديث رقم - (٧٩٩).