كَوْكَبٍ إضَاءَةٍ، قلوبُهم على قلبِ رجلٍ واحدٍ لا اختلاف بينهم ولا تباغُضَ، لكل امرئٍ منهم زوجتان، كُلُّ واحدةٍ مِنْهُما يُرى مُخُّ ساقِها من وراء اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ، يُسَبِّحونَ اللهَ بُكْرَةً وعَشِيًّا، لا يَسْقَمُونَ ولا يَمْتَخِطونَ، ولا يَبْصُقون، آنيتُهم الذَّهبُ والفِضَّةُ، وأمشاطُهم الذَّهب، ووَقودُ مجامرِهم. الألُوَّةُ -قال أبو اليمان: يعني العُودَ ورَشْحُهُمْ المِسْكُ. وقال مجاهد: الإبكَارُ: أوَّلُ الفجر، والعَشِيُّ: مَيْلُ الشَّمس إلى أنْ -أُرَاهُ- تَغْرُبَ] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإمامُ أحمد بسند رجاله ثقات عن ابن عباس قال: قال رسول الله - ﷺ -: [الشهداء على بارق نهرٍ ببابِ الجنَّةِ، في قبَّةٍ خضراءَ، يخرُجُ عليهم رزقُهم من الجنة بكرة وعشيًّا] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي وابن ماجة بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - ﷺ -: [المؤمن إذا اشتهى الولدَ في الجنةِ، كانَ حَمْلُهُ وَوَضعُهُ في ساعةٍ واحدةٍ، كما يشتهي] (٣).
وقوله تعالى: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا﴾.
أي: هذه الصفات العالية البديعة للجنة هي منازل المؤمنين الأتقياء يوم القيامة.
وفي التنزيل: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠ - ١١]. وقد بدأها سبحانه بقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
وفي مسند البزار بسند جيد عن عدي بن الفضل عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد موقوفًا ومرفوعًا: [خلق الله تبارك وتعالى الجنة، لبنة من ذهب، ولبنةٌ من فضةٍ، ومِلاطُها المسكُ، فقال لها: تكلّمي، فقالت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾، فقالت الملائكة: طوبى لك، منزل الملوك] (٤). وفي رواية: [منازل الملوك].
(٢) رجاله ثقات. أخرجه أحمد (١/ ٢٦٦)، والطبري (٨٢١٣)، والطبراني (١٠٨٢٥)، وابن حبان (٤٦٥٨)، وصححه الحاكم (٢/ ٧٤)، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في "المجمع" (٥/ ٢٩٨): ورجال أحمد ثقات. وانظر صحيح الجامع (٣٦٣٦).
(٣) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٤٣٣٨)، والترمذي وابن حبان. انظر صحيح الجامع (٦٥٢٥).
(٤) حديث صحيح. أخرجه البزار من حديث أبي سعيد. انظر: "زوائد البزار" (٣١٧)، ومجمع الزوائد (١٠/ ٣٩٧)، وسلسلة الصحيحة -حديث رقم- (٢٦٦٢).