عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، وإن استعاذني لأعيذنَّه، وما تردّدتُ عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته] (١).
وأما الباقيات الصالحات فهي جميع أعمال الآخرة، وقد جاء تخصيص عطر لشيء من ذلك في السنة الصحيحة:
فقد أخرج النسائي والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - قال: أخُذوا جُنَّتكم من النار، قولوا: سُبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يومَ القيامة مُقَدِّماتٍ، ومُعَقِّباتٍ، ومُجَنِّباتٍ، وهُنَّ الباقياتُ الصالحاتُ] (٢).
٧٧ - ٨٠. قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٧٨) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (٨٠)﴾.
في هذه الآيات: تهديد شديدٌ ووعيد أكيد لذلك الكافر الذي يظن أنّ له عند الله مالًا وولدًا، وكأنه اطلع على الغيب أو اتخذ عند الله عهدًا، كلا سيحيق المكر به ويحرمه الله المال والولد فيأتي يوم القيامة فردًا.
أخرج البخاري ومسلم عن خَبَّاب قال: [كنتُ قَيْنًا في الجاهليةِ وكان لي على العاصي بن وائل دَيْن فأتَيْتُه أتقاضاه. فقال: لا أُعطيكَ حتى تكْفُرَ بمحمد، فقلت: لا أكْفُرُ حتى يميتَكَ الله ثم تُبْعَثَ. قال: دَعْني حتى أموتَ وأُبْعَثَ فَسأوُتى مالًا وولدًا
(٢) حديث صحيح. أخرجه النسائي والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. انظر تخريج الترغيب (٢/ ٢٤٨)، وصحيح الجامع (٣٢٠٩).