تمرًا، فقلت: إن في البيت تمرًا أطيب منه. فدخلت معي في البيت، فأهويت إليها فقبلتها. فأتيت أبا بكر، فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك وتب، ولا تخبر أحدًا، فلم أصبر. فأتيت عمر فذكرت ذلك له. فقال: استر على نفسك وتب، ولا تخبر أحدًا، فلم أصبر. فأتيت النبي - ﷺ - فذكرت ذلك له. فقال له: أَخْلَفْتَ غازيًا في سبيل الله في أهله بمثل هذا، حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة، حتى ظن أنه من أهل النار. قال: وأطرق رسول الله - ﷺ - طويلًا حتى أوحي إليه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾. قال أبو اليسر: فأتيته، فقرأها عليَّ رسول الله - ﷺ -، فقال أصحابه: يا رسول الله، ألهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال: بل للناس عامَّة] (١).
وفي تفسير ﴿طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ - أقوال عند أهل التأويل:
١ - قال ابن عباس: (يعني الصبح والمغرب). وكذلك قال الحسن وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
٢ - قال الضحاك وقتادة: (هي الصبح والعصر).
٣ - وقال مجاهد: (هي الصبح في أول النهار، والظهر والعصر من آخره).
ورجَّح ابن جرير أن الطرفين الصبح والمغرب. قلت: أما الطرف الأول فالصبح وهو باتفاق المفسرين، وتبقى الفسحة في فهم مدلول الطرف الآخر، ولا شك أنه يدل مع مفهوم قوله تعالى: ﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ على الصلوات الخمس في كل يوم.
وفي تفسير: ﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ - أقوال عند أهل التأويل:
١ - قال مجاهد: (﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾، قال: الساعات من الليل، صلاة العتمة).
٢ - وعن الحسن: (﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾، قال: العشاء). وقال ابن عباس: (يقول: صلاة العتمة).
٣ - وعن سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: (كان ابن عباس يعجبه التأخير بالعشاء، ويقرأ: ﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾).
٤ - عن الحسن قال: (هما زُلفتان من الليل، صلاة المغرب، وصلاة العشاء).