وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي - ﷺ - قال: [نارُكم هذه التي يوقد ابنُ آدم، جزء من سبعين جزءًا من حر جهنم. قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال: فإنها فُضِّلَت عليها بتسعة وستين جزءًا كلها مثل حرها] (١).
٤١ - ٤٥. قوله تعالى: ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٤١) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (٤٣) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (٤٤) قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (٤٥)﴾.
في هذه الآيات: تثبيت الله تعالى نبيّه - ﷺ - بأن له في طريق الأنبياء قبله أسوة، فالمكر سيحيق بالمستهزئين. قل لهؤلاء المشركين - يا محمد -: من الذي يحفظكم بالليل والنهار من أمر الرحمن إذا نزل بكم، بل أنتم عن ذكر ربكم وشكره معرضون. فهل لكم آلهة تمنعُ نزواط العذاب بكم؟ أم هي هزيلة لا تستطيع نصر أنفسها ولا هي مصحوبة بالنصر والتأييد؟ ! إنما غرّ هؤلاء متاع الحياة الدنيا فهلّا نظروا إلى أطراف البلاد كيف يفتحها الله للمسلمين، ويتعظوا بهذا الوحي الكريم، وإنما الصم لا يسمعون ولا يعقلون ما ينذرون.
فقوله تعالى: ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾.
تسلية من الله تعالى لرسوله - ﷺ - عما يلقاه من إيذاء المشركين واستهزائهم وتكذيبهم.

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٨/ ١٤٩ - ١٥٠). وانظر مختصر صحيح مسلم - حديث رقم - (١٩٧٦) - كتاب صفة النار.


الصفحة التالية
Icon