وله شاهد عند الطبراني من حديث عبد الله بن عمر أن النبي - ﷺ - قال: [رأيتُ في المنام أخذوا عمودَ الكتاب فعمدوا به إلى الشام، فإذا وقعت الفتنُ فالأمن بالشام] وسنده حسن (١).
وقوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ﴾.
قال ابن عباس: (يقول: ووهبنا له إسحاق ولدًا، ويعقوب ابن ابنه نافلة).
وقال قتادة: (والنافلة: ابن ابنه يعقوب). أي أعطاه الله إسحاق وزاده يعقوب نافلة، كما قال تعالى: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ [هود: ٧١]. وعنى بقوله: ﴿وَكُلًّا﴾ إبراهيم وإسحاق ويعقوب. ﴿جَعَلْنَا صَالِحِينَ﴾ - أي أَهل صلاح وتقوى وعمل بطاعة الله عز وجل.
وقوله: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾. هو تحصيل الصبر واليقين بالله عز وجل والعمل بطاعته. كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾. فبالصبر واليقين، تُنال الإمامة في الدين.
قال قتادة: (جعلهم الله أئمة يُقتدى بهم في أمر الله. وقوله: ﴿يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ يقول: يهدون الناس بأمر الله إياهم بذلك، ويدعونهم إلى الله وإلى عبادته).
وقوله: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾.
أي: وأوحينا إليهم فيما أوحينا إليهم من الشرائع إقام الصلاة بحدودها وأركانها وواجباتها وخشوعها، والإنفاق في سبيل الله زكاة للأموال والخيرات، فكانوا عند حسن الظن في صدق الإيمان وحسن العبادة. قال قتادة: ﴿وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾ يقول: كانوا لنا خاشعين، لا يستكبرون عن طاعتنا وعبادتنا).
وقوله: ﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وآتينا لوطًا حكمًا، وهو فصل القضاء بين الخصوم، وعلمًا: يقول: وآتيناه أيضًا علمًا بأمر دينه، وما يجب عليه من فرائضه).

(١) حديث حسن. انظر تخريج "فضائل الشام" - الألباني. وكتابي: أصل الدين والإيمان (١/ ١٠٠٨ - ١٠١٦).- لتفصيل البحث في فضائل الشام.


الصفحة التالية
Icon