إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، لم يدع بها رجلٌ مسلمٌ في شيء قطُّ إلا استجابَ اللهُ له] (١).
وعن ابن مسعود ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ﴾. قال: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل).
وقوله: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ﴾. أي: فاستجبنا دعاءه إذ دعانا في بطن الحوت، ونجيناه من غمّ الذنب والحبس.
وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾. أي: من هول المصائب والشدائد إذا جأروا إلى الله تعالى بالدعاء وجوامع الكلم من ذلك.
أخرج أبو يعلى بسند حسن عن سعد قال: قال رسول الله - ﷺ -: [من دعا بدعاء يونس استُجيبَ لهُ] (٢).
قال أبو سعيد الأشج - أحد رواة الحديث -: (يُريدُ به ﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾).
٨٩ - ٩٠. قوله تعالى: ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (٩٠)﴾.
في هذه الآيات: يقول جلَّ ثناؤه: واذكر يا محمد زكريا حين جار إلى ربه بالدعاء فقال: ربّ لا تذرني وحيدًا لا ولد لي ولا عقب، وارزقني وارثًا من آل يعقوب يرثني ويقوم بالأمر من بعدي في الناس إنك أنتَ خير الوارثين. يقول جل ذكره: فاستجبنا لزكريا دعاءه وآتيناهُ سؤلهُ فوهبنا له يحيى ولدًا ووارثًا، وأصلحنا لهُ امرأتهُ إذ كانت عقيمًا لا تلد - فجعلها الله ولودًا -. يقول تعالى: إنّ الذين سميناهم لك يا محمد
(٢) حديث حسن. أخرجه أبو يعلى (٧٠٧)، ورجاله ثقات. ويشهد له ما قبله.