وقوله: ﴿وَلُؤْلُؤًا﴾ - منصوب بفعل محذوف دلّ عليه الأول. أي: ويحلون لؤلؤًا.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: سمعت خليلي - ﷺ - يقول: [تبلغ الحِليةُ منَ المؤمن حيثُ يَبْلغُ الوضوء] (١).
وفي التنزيل:
﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ [الإنسان: ٢١].
قال ابن القيم: (جمَّل البواطن بالشراب الطهور، والسواعد بالأساور، والأبدان بثياب الحرير)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [أَوَّلُ زُمْرَةٍ تلجُ الجنة صورَتُهم على صورة القمر ليلةَ البدر، لا يَبْصُقون فيها ولا يَمْتَخِطون، ولا يَتَغوَّطُون، آنِيَتُهم فيها الذهب، أمْشاطهم من الذهب والفضة، ومَجامِرُهُم الألُوَّةُ، ورشْحُهم المِسْكُ، ولكل واحدٍ منهم زَوْجَتان يُرَى مُخُّ سوقِهما من وراء اللحم من الحُسْن، لا اختلاف بينهم ولا تباغُضَ، قلوبهم قَلْبٌ واحِدٌ، يُسبِّحونَ الله بُكرةً وعَشِيًّا] (٢).
وقوله: ﴿وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾.
قال ابن جرير. (يقول: ولبوسهم التي تلي أبشارهم فيها ثياب حرير).
فكما أن ثياب أهل الشقاء قد فُصِّلت لهم من نار، فكذلك -في مقابلة ذلك- ثياب أهل النعيم من الحرير بنوعيه -السندس والإستبرق- قد فُصِّلت لهم.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ [الإنسان: ٢١].
٢ - وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الدخان: ٥١ - ٥٣].

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٥٠)، كتاب الطهارة، باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٢٤٥)، كتاب بدء الخلق، ورواه مسلم (١٩٥٣) - (١٩٥٧).


الصفحة التالية
Icon