القتال لإقامة هذا الدين، ودفعُ الله الناس بعضهم ببعض لنصرة الحق المبين. والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر موعودون بالشوكة والتمكين.
فقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: إن الله يدفع غائلة المشركين عن الذين آمنوا بالله وبرسوله، إن الله لا يحبّ كلّ خوّان يخون الله، فيخالف أمره ونهيه ويعصيه، ويطيع الشيطان ﴿كَفُورٍ﴾ يقول: جَحود لنعمه عنده، لا يعرف لمنعمها حقه فيشكره عليها).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: ٣].
٢ - وقال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ [الزمر: ٣٦]
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إنّ الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، وإن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته] (١).
فمن كان وليًّا لله آذن الله تعالى من عاداه بالحرب، وكان في عناية الله وحراسته.
وفي صحيح مسلم عن جندب قال: قال رسول الله - ﷺ -: [مَنْ صلّى صلاة الصبح فهو في ذِمَّة الله، فلا يَطْلُبَنَّكُم الله من ذِمَّتِهِ بشيء، فإنه من يَطْلُبْهُ من ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ، ثم يَكْبّهُ على وجهه في نار جهنم] (٢).

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (٦٥٠٢) - كتاب الرقاق، باب التواضع.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٦٥٧) - كتاب المساجد- باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة، من حديث جندب رضي الله عنه.


الصفحة التالية
Icon