كعب بن مالك عن أبيه مرفوعًا إلى النبي - ﷺ -: [إن المؤمنَ يجاهدُ بسيفه ولسانه] (١).
وفي صحيح مسلم عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله - ﷺ - على المنبر يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ ألا إن القوة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي] (٢).
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾. أي: هو القوي فيمكن المؤمنين بقوته وجبروته ليقهروا عدوهم، وهو العزيز فكل الطغاة مقهورون بعزته مهزومون بكبريائه أذلاء تحت حكمه وقضائه.
وقوله: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ﴾. هو غاية التمكين، ومنهاج المؤمنين، فإن في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إقامة للدين.
قال أبو العالية: (كان أمرهم بالمعروف أنهم دعوا إلى الإخلاص لله وحده، لا شريك له، ونهيهم عن المنكر، أنهم نهوا عن عبادة الأوثان، وعبادة الشياطين، قال: فمن دعا إلى الله من الناس كلهم، فقد أمر بالمعروف، ومن نهى عن عبادة الأوثان وعبادة الشيطان، فقد نهى عن المنكر).
وفي التنزيل:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى﴾ [النور: ٥٥].
وقوله: ﴿وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور﴾. قال زيد بن أسلم: (وعند الله ثواب ما صنعوا).
قال ابن جرير: (يقول: ولله آخر أمور الخلق، يعني: أن إليه مصيرها في الثواب عليها، والعقاب في الدار الآخرة).
وفي التنزيل:
﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: ٨٣]، ﴿وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: ٣٥].
وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا: [من أَحْسَنَ في
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم والترمذي. انظر مختصر صحيح مسلم -حديث رقم- (١١٠٢).