يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة: من تجيز على هذا؟ فيقول: من شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم] (٢).
الحديث الثالث: خرّج مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [الطهورُ شطرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماوات والأرض] (٣).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد في المسند بإسناد حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه: [أنه كان يجني سِواكًا من الأراك وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله: مِمَّ تضحكون؟ قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد] (٤).
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾.
قال ابن جرير: (يقول: ومن خَفَّت موازين حسناته، فرجَحت بها موازين سيئاته، ﴿فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ يقول: غَبَنوا أنفسهم حظوظها من رحمة الله ﴿فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾ يقول: هم في نار جهنم).
والمقصود: من ثقلت سيئاته في الميزان فرجحت كفتها على كفة حسناته فهؤلاء الذين خابوا وهلكوا وخسروا الصفقة، وهم في جهنم ماكثون مقيمون لا يظعنون.
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - قال: [إنه ليأتي الرجل
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٧٥٦٣) - كتاب التوحيد، وأخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة - حديث رقم - (٢٦٩٤).
(٣) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح مسلم - حديث رقم - (١٢٠).
(٤) حديث حسن. أخرجه أحمد وغيره بسند حسن. انظر تخريج الطحاوية (٨٢) - تحقيق الألباني.