ثم روى في الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - ﷺ - قال: [منْ اطَّلَعَ في بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إذْنِهم، فَقَدْ حَلَّ لهم أن يفقؤوا عَيْنَه] (١).
وفي رواية: [لو أنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عليك بِغَيْرِ إذْنٍ فَخَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ، فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ، ما كان عليك مِنْ جُناحٍ].
٤ - ينبغي للمستاذن ألا يقف تلقاء الباب بوجهه، وليكن الباب عن يمينه أو يساره.
أخرج أبو داود بسند صحيح عن هزيل، قال: جاء رجل فوقف على باب النبي - ﷺ - يستاذن، فقام على الباب مُسْتَقْبلَ الباب، فقال له النبي - ﷺ -: أهكذا - عنك - أو هكذا، فإنما الاستئذان من النَّظَر] (٢).
٥ - ينبغي للمستأذن إلقاء السلام قبل الدخول إذا أُذِنَ له.
ففي سنن أبي داود بسند صحيح عن ربعيّ، قال: [حدثنا رجل من بني عامر: أنَّه استأذن على النبي - ﷺ - وهو في بيت فقال: ألج؟ فقال النبي - ﷺ - لخادمه: اخْرُجْ إلى هذا! فَعَلِّمْهُ الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل؟ فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي - ﷺ -، فدخل] (٣).
وقوله: ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. أي: ذلكم الذي يعلمكم الله تعالى من الاستئذان والتسليم خير لكم من تحية الجاهلية وعاداتها في الدخول بغير إذن. قال النسفي: (فكان الرجل من أهل الجاهلية إذا دخل بيت غيره يقول حييتم صباحًا وحييتم مساء ثم يدخل، فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف واحد. ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ أي: قيل لكم هذا لكي تذكروا وتتعظوا وتعملوا ما أمرتم به في باب الاستئذان).
وقوله: ﴿فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾. أي: فإن كانت تلك البيوت خالية من أهلها فلا يشرع لكم دخولها، إذ لا يجوز للمرء التصرف في ملك غيره إلا بإذنه.
وقوله: ﴿وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا﴾. أي: إن طلب الانصراف فانصرفوا
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن - حديث رقم - (٥١٧٤) - كتاب الأدب، باب في الاستئذان، وانظر صحيح سنن أبي داود - حديث رقم - (٤٣١٠).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (٥١٧٧) وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضرّ.