مرفوعًا: [ليبلغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلًا يذلّ به الكفر] (١).
الحديث الثالث: روى أحمد والدارمي بسند حسن عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي، وسئل أي المدينتين تفتح أولًا القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتابًا قال: فقال عبد الله: [بينما نحن حول رسول الله - ﷺ - نكتب، إذ سئل رسول الله - ﷺ -: أيُّ المدينتين تفتح أولًا أقسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله - ﷺ -: مدينة هرقل تفتح أولًا. يعني قسطنطينية] (٢).
الحديث الرابع: روى أحمد في المسند، بسند صحيح عن حذيفة مرفوعًا: [تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريًا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت] (٣).
وخلاصة الآية: وعدٌ من الله تعالى للمؤمنين القائمين بدينهم على منهاج النبوة بالاستخلاف والتمكين والأمن بعد الخوف لِيُعْبَدَ الله وحده في الأرض لا شريك له ومن خرج بعد ذلك عن الطاعة فله عذاب عظيم.
وقوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾. أي أقيموا أيها الناس الصلوات التي فرضها الله عليكم بحدودها وأركانها وواجباتها وشروطها، وأدوا زكاة أموالكم على اختلاف أنواعها المفصلة في السنة المطهرة، واتبعوا هدي نبيكم -عليه الصلاة والسلام- ولا تنحرفوا عنه ولا تبتدعوا فيه لتنالكم شفاعة ربكم ولتأمنوا عنده يوم القيامة.
(٢) حديث حسن الإسناد. أخرجه أحمد (٢/ ١٧٦)، والدارمي (١/ ١٢٦)، والحاكم (٣/ ٤٢٢).
و"رومية"- هي رومة عاصمة إيطالية اليوم، وانظر السلسلة الصحيحة (٤).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٤/ ٢٧٣)، وانظر المرجع السابق، حديث رقم (٥).