رسول الله - ﷺ -: [إذا انتهى أحدكُمْ إلى المَجْلِس فَلْيُسَلِّمْ، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأوك بأحقَّ من الآخرة] (١).
الحديث الثالث: أخرج أبو داود بسند صحيح عن ربعيّ، قال: [حدثنا رجل من بني عامر: أنه استأذن على النبي - ﷺ - وهو في بيت فقال: ألج؟ فقال النبي - ﷺ - لخادمه: "اخْرُجْ إلى هذا! فَعَلِّمْهُ الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل "؟ فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي - ﷺ -، فدخل] (٢).
الحديث الرابع: أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى مرفوعًا: [إذا استأذن أحدُكم ثلاثًا فلم يُؤْذَنْ له فليرجِعْ] (٣).
وقوله: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ فيه تأويلان متكاملان:
التأويل الأول: التحذير من مناداته باسمه، أو رفع الصوت بالنداء له.
قال ابن عباس: (كانوا يقولون: يا محمد يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك إعظامًا لنبيِّه - ﷺ -. قال: فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله). وقال مقاتل: (لا تُسَمُّوه إذا دعوتموه يا محمد، ولا تقولوا يا ابن عبد الله، ولكن شرفوه فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله).
وهذا المعنى كقوله تعالى في سورة الحجرات: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾.
التأويل الثاني: التنبيه إلى أن دعوته - ﷺ - مستجابة، ليست كأي دعاء من غيره.
فعن الحسن البصري وعطية العوفي: (أي لا تعتقدوا أن دعاءه على غيره كدعاء غيره، فإن دعاءه مستجاب، فاحذروا أن يدعو عليكم فتهلكوا).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٥١٧٧) - في الأدب- باب كيف الاستئذان. انظر صحيح سنن أبي داود -حديث رقم- (٤٣١٢).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٦٢٤٥)، ومسلم (٦/ ١٧٨)، وأبو داود (٥١٨٠).