المضاف. قال النسفي: (ولا يستطيعون لأنفسهم دفع ضرر عنها ولا جلب نفع إليها).
وقوله: ﴿وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴾. النشور: الإحياء بعد الموت، وهذه صفة يتحدى الله تعالى بها الخلق جميعًا. كما قال جل ذكره: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الروم: ٢٧].
وقال جل ثناؤه: ﴿أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [النمل: ٦٤].
قال القاسمي: ﴿وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴾ أي: لا يملكون دفع ضر ولا جلب نفع ولا إماتة أحد وإحياءه أوّلًا وبعثه ثانيًا. ومن كان كذلك فبمعزل عن الألوهية، لعرائه عن لوازمها واتصافه بما ينافيها. وفيه تنبيه على أن الإله يجب أن يكون قادرًا على البعث والجزاء. أفاده القاضي).
٤ - ٦. قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (٤) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٦)﴾.
في هذه الآيات: افتراء الكفار على الوحي والرسول بالاتهام والتكذيب، وَتَوعُّدُ الله -الذي أنزل هذا القرآن- المعاندين بالنكال والتعذيب.
فقوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ﴾ - هو قول الكفار في القرآن يزعمون أن محمدًا - ﷺ - اختلقه وتخرّصه. والإفك: الكذب. وقوله: ﴿وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ﴾. قال مجاهد: (يهود). قال ابن كثير: (أي: واستعان على جَمْعه بقوم آخرين).
وقوله: ﴿فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا﴾. قال ابن جريج، عن مجاهد: (قال: كذبًا). قال القاسمي: ﴿فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا﴾ أي بجعل الصدق إفكًا، والبريء عن الإعانة معينًا. ﴿وَزُورًا﴾ أي باطلًا لا مصداق له، يعلمون من أنفسهم أنه باطل وبهتان).