وقوله: ﴿قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا﴾. قال القرطبي: (وعدهم عز وجل الجنة إذا أقاموا على طاعته، ووعدهم أن يسمعهم كلامه التوراة على لسان موسى، ليعملوا بما فيها فيستحقوا ثواب عملهم. وقيل: وعدهم النصر والظفر. وقيل: وعده قوله: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ﴾ الآية).
وقوله: ﴿أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ﴾. أي: فهل نسيتم بسبب طول العهد وحصلت الغفلة.
وقوله: ﴿أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي﴾.
قال النسفي: (أي أردتم أن تفعلوا فعلًا يجب به عليكم الغضب من ربكم: ﴿فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي﴾ وعدوه أن يقيموا على أمره وما تركهم عليه من الآيات فأخلفوا موعده باتخاذ العجل).
وقوله: ﴿قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا﴾. قال ابن عباس: (بأمرنا). وقال قتادة: (بطاقتنا).
وقال ابن زيد: (يقول: بهوانا، قال ولكنه جاءت ثلاثة، قال ومعهم حلي استعاروه من آل فرعون وثياب).
قال الزمخشري: (أي ما أخلفنا موعدك، بأن ملكنا أمرنا. أي لو ملكنا أمرنا، وخلينا وراءنا، لما أخلفناه. ولكن غلبنا من جهة السامري وكيده).
والمقصود: اعتراف منهم بالضعف وحصول الخطأ، والوقوع في الفتنة.
وقوله: ﴿وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ﴾.
أي: حملنا أثقالًا وأحمالًا من حلي القبط - قوم فرعون -، وهو حليُّ نسائهم ﴿فَقَذَفْنَاهَا﴾ أي في النار لسبكها فكان هذا إلقاء السامري.
وقوله: ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ﴾.
أي: أخرج لهم من تلك الحليّ المذابة عجلًا جسدًا له خوار- أي صوت عجل. والمقصود أنه صنع منه شكل عجل يخور كما يخور العجل وجعل فيه منافذ ومخارق، بحيث تدخل فيها الرياح فيخرج من جراء ذلك صوت يشبه صوت العجل.
وقوله: ﴿فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ﴾.
أي: فقال السامري والضلال الذين افتتنوا به هذا إلهكم وإله موسى نَسِيَه هاهنا


الصفحة التالية
Icon