وقوله: ﴿فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾.
أي: فساء مطر من أُنذر فلم يقبل الإنذار، وأصرّ على ركوب الفواحش والآثام.
٥٩ - ٦٤. قوله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٦١) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٣) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٦٤)﴾.
في هذه الآيات: خلاصة دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم إلى أقوامهم:
- ليس هناك شركاء ولا شفعاء ولا وسطاء، ومن حق كل امرئٍ أن يُهرعَ إلى ربه عز وجل، وأن ينكر من أقاموا أنفسهم أو أقيموا من غيرهم زلفى إلى الله من البشر والحجارة.
- وإذا كنتم تُقِرُّون بأنه الخالق فلم تخضعون لغيره، وإذا كنتم تقرون بأنه المحيي والمميت فلم تسألون حجرًا أو قبرًا أو صالحًا مضى لا يملك لنفسه موتًا ولا حياة ولا نشورًا.
- وإذا كنتم تُقِرُّون بأنه الرازق فلم تلتمسون الرضى من غيره، وإذا كنتم تقرون بأنه الممطر أرضكم والمخصب زرعكم فلم تشكرون غيره.
- وإذا كنتم تُقِرُّون بأنه وحده يلجأ إليه في الشدائد والنائبات والكرب، فلم تسجدون


الصفحة التالية
Icon