وقوله: ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ﴾.
أي: بل الكافرون شاكون بوقوعها غير مصدقين بحدوثها بعد فنائهم. ﴿بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ﴾. قال ابن كثير: (أي: في عَمَايةٍ وجهل كبير في أمرها وشأنها).
قال الزمخشري: (وهو العمى، وأن يكون مثل البهيمة قد عكف همه على بطنه وفرجه، لا يُخْطِرُ بباله حقًّا ولا باطلًا، ولا يفكر في عاقبة. وقد جعل الآخرة مبدأ عماهم ومنشأَه. فلذلك عداه بـ "من" دون "عن" لأن الكفر بالعاقبة والجزاء، هو الذي جعلهم كالبهائم لا يتدبرون ولا يتبصرون).
وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ﴾.
إخبار من الله تعالى عن استبعاد منكري البعث إعادة الله أجسامهم بعد صيرورتها ترابًا وإخراجهم من قبورهم بعد فنائهم للبعث والحساب والقصاص.
وقوله: ﴿لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ﴾. قال ابن جرير: (يقول: لقد وعدنا هذا من قبل محمد، واعدون وعدوا ذلك آباءنا، فلم نر لذلك حقيقة، ولم نتبيّن له صحة).
وقوله: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾. قال القاسمي: (أي أحاديثهم وأكاذيبهم التي سطروها بعبارة مموّهة).
وقوله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾.
أي: قل يا محمد لهؤلاء المكذبين بالمعاد: الدليل عليه هلاك الأمم المكذبة به وبالوحي قبلكم، ونجاة رسلهم والمؤمنين معهم.
وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾.
أي: ولا تحزن - يا محمد - على إدبار هؤلاء المشركين عنك وتكذيبهم لما جئت به، ولا يضيق صدرك من مكرهم، فإن الله سينصرك عليهم وسيخذلهم.
وقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٧١) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ﴾.
أي: ويقول المشركون المكذبون بالبعث والمعاد - لك يا محمد -: فمتى حصول هذا الوعد الذي تعدنا إياه ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ فيما تعدوننا به. قل لهم - يا محمد -: عسى أن يكون قد اقترب لكم بعض الذي تستعجلون. قال مجاهد: (ردف: أزف).