٢ - وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: ٧٢].
وفي جامع الترمذي بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - ﷺ - قال: أليس المؤمن بالطّعان، ولا اللَّعان ولا الفاحش، ولا البذِيّ] (١).
٥٦ - ٥٩. قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦) وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (٥٨) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (٥٩)﴾.
في هذه الآيات: إعلامُ الله تعالى نبيَّه - ﷺ - أن أمر الهداية بيده سبحانه فهو أعلم بالمستحقين. وامتنانٌ منه -جلّ ذكره- على قريش نعمة الحرم الآمن يجبى إليهِ الرزقُ من جميع الأمصار بإذن الله رب العالمين. وإخبار منهُ -تعالى- عن سنته في إهلاك القرى إذا فسد أهلها وكانوا ظالمين.
فقوله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - ﷺ -: ﴿إِنَّكَ﴾ يا محمد ﴿لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ هدايته، ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ أن يهديه من خلقه، بتوفيقه للإيمان به وبرسوله).
وقوله: ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾. قال مجاهد: (لمن قدر له أن يهتدي). أو قال: (بمن قدر له الهدى والضلالة).
قلت: والآية في مفهومها عامة بحق جميع الخلق، فإن التوفيق للهداية بيد الله سبحانه الذي اطلع على قلوب عبادهِ، وهو أعلم بالشاكرين.