وقوله: ﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾ - فيه أقوال متقاربة:
١ - قال ابن عباس: (يقول: تصنعون كذبًا). وقال مجاهد: (يقول: تقولون كذبًا).
٢ - وقال عطاء عن ابن عباس: (تنحتون تصورون إفكًا). وقال قتادة: (أي: تصنعون. أصنامًا).
٣ - وققال ابن زيد: (﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾ الأوثان التي ينحتونها بأيديهم).
وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾.
قال القرطبي: (أي: اصرفوا رغبتكم في أرزاقكم إلى الله، فإياه فياسألوه وحده دون غيره).
وقوله: ﴿وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾.
قال ابن جرير: (﴿وَاعْبُدُوهُ﴾ يقول: وذلوا له ﴿وَاشْكُرُوا لَهُ﴾ على رزقه إياكم، ونعمه التي أنعمها عليكم. إلى الله تردون من بعد مماتكم، فيسألكم عما أنتم عليه من عبادتكم غيره وأنتم عباده وخلقه، وفي نعمه تتقلبون، ورزقه تأكلون).
وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾.
هو من تمام كلام إبراهيم الخليل - ﷺ - لقومه كما هو ظاهر من السياق، وفي الآية تعزيةٌ من الله تعالى لرسوله - ﷺ - عما يلقاه من تكذيب قومه وعنادهم. فإنه على الرسول البلاغ، وعلى الله الحساب.
١٩ - ٢٣. قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١٩) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠) يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (٢١) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ


الصفحة التالية
Icon