وعن قتادة: (﴿فَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ قال: عن كتاب الله).
وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾.
فيه: وحدة دعوة الرسل، ووحدة منهاج النبوة، فهو يتلخّص بكلمة النجاة وسرّ السعادة في الدارين: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾.
قال قتادة: (أرسلت الرسل بالإخلاص والتوحيد، لا يقبل منهم عمل حتى يقولوه ويقرّوا به، والشرائع مختلفة في التوراة شريعة، وفي الإنجيل شريعة، وفي القرآن شريعة، حلال وحرام. وهذا كله في الإخلاص لله والتوحيد له).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ [الزخرف: ٤٥].
ومن كنوز صحيح السنة في ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [أنا أَوْلى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إِخْوَةٌ لِعَلّاتٍ، أُمَّهاتُهُمْ شتى ودينهم واحد] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: [كُنْتُ رَديف النبي - ﷺ - على حمار، فقال لي: يا معاذُ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحقُّ العباد على الله: أن لا يعذب من لا يشركُ به شيئًا. قلت: يا رسول الله، أفلا أُبَشِّرُ الناس؟ قال: لا تُبَشِّرهم فيتكلوا] (٢).
الحديث الثالث: أخرج مسلم في الصحيح عن عتبان بن مالك عن النبي - ﷺ - قال:

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٤٤٢)، (٣٤٤٣)، كتاب أحاديث الأنبياء، ورواه مسلم وغيره.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه (١٣/ ٣٠٠)، كتاب التوحيد، وأخرجه مسلم في الصحيح - حديث رقم - (٣٠)، كتاب الإيمان.


الصفحة التالية
Icon