ولا يعتبرون بمبدعها ومُسَيِّرها، ولا ينتبهون للوازم ذلك كله من إفراد الله - تعالى - العظيم القهار بالعبادة والمحبة والطاعة والإخبات.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾ [ق: ٦].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: ٥].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ [يوسف: ١٠٥].
وفي مسند الطيالسي وسنن البيهقي بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - ﷺ - قال: [تفكروا في آلاء الله، ولا تفكّروا في الله] (١).
ورواه أبو نعيم من حديث ابن عباس بلفظ: [تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله].
وله شاهد آخر عند أبي نعيم في "الحلية" من حديث عبد الله بن سلام مرفوعًا، بلفظ: [لا تفكروا في الله، وتفكروا في خلق الله، فإن ربنا خَلَقَ مَلَكًا، قدماه في الأرض السابعة السفلى، ورأسه قد جاوز السماء العُليا، ما بين قدميه إلى ركبتيه مسيرة ست مئة عام، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ست مئة عام، والخالق أعظم من المخلوق] (٢).
وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾.
أي: وهو سبحانه خالق الليل بسكونه وظلامه، وخالق النهار بضيائه وأنسه، ويطوّل هذا تارة ويقصِّره أخرى، والثاني كذلك، وخلق الشمس وحركتها وضياءها، وخلق القمر ومنازله وحركته، وكل في فلك يسبحون. قال مجاهد: (يَجْرون).
(٢) إسناده حسن في الشواهد. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٦٦ - ٦٧) من حديث عبد الله بن سلام مرفوعًا، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة، حديث رقم، (١٧٨٨) وشواهده.