ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، ذُخْرًا مِنْ بَلْهَ ما أُطْلِعْتُمْ عليه، ثم قرأ: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم في الصحيح، وأحمد في المسند، عن أبي هريرة مرفوعًا: [من يَدْخُلِ الجنة ينعَم لا يَبْأَسُ، لا تَبْلَى ثيابُه ولا يفنى شبابُه] (٢).
زاد في رواية أحمد: [في الجنة ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر].
الحديث الثالث: أخرج الإمام مسلم في الصحيح، والترمذي في الجامع - واللفظ له - عن المغيرة بن شعبة على المنبر، يرفعه إلى النبي - ﷺ - يقول: [إنَّ موسى سألَ رَبَّهُ، فقال: أي رَبِّ أىُّ أهل الجنةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً؟ قال رَجُل يأتي بَعْدَ ما يَدْخُلُ أَهل الجنة الجنة فيقالُ لَهُ: ادْخُلْ فيقول: كيفَ أَدْخُلُ وَقد نزَلُوا مَنازِلَهم وَأَخَذُوا أَخَذاتِهم؟ قال: فيقالُ له: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لكَ ما كانَ لِمَلِكٍ مِنْ ملوكِ الدُّنيا؟ فيقول: نعم أي ربِّ قد رضيتُ. فيقالُ لهُ: فإنَّ لكَ هذا ومِثْلَهُ ومِثْلَهُ ومِثْلَهُ، فيقول: قد رضيتُ أي ربِّ، فيقالُ له: فإنَّ لك هذا وعشرةُ أمثالهِ، فيقول: رضيتُ أيْ ربِّ، فيقالُ له: فإنَّ لكَ مع هذا ما اشتهت نَفْسُكَ ولَذَّتْ عَينُك] (٣).
١٨ - ٢٢. قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٨٣٦)، كتاب الجنة ونعيمها، وأخرجه أحمد (٢/ ٣٩٦)، وكذلك (٢/ ٤٠٧)، ورواه أبو نعيم في "صفة الجنة" (٩٧).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (١/ ١٢٠ - ١٢١)، وأخرجه الترمذي في السنن (٣٤٢٧) - كتاب التفسير - سورة السجدة، آية (١٧). انظر صحيح الترمذي (٢٥٥٦).