أعمالكم - أنت وأصحابك - لا يخفى عليه صبركم وجهادكم، وهو مجازيكم على ذلكَ خير الجزاء.
وقوله: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾. أي: وفوّض أمرك يا محمد إلى الله، فإنه بالتوكل يُرفع مقام العبد، ويحظى من ربه بالتأييد والفرج والنصر.
وقوله: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾. أي: وحسبكَ يا محمد باللهِ حفيظًا وكفيلًا.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: ١٧٣].
٢ - وقال تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ [الزمر: ٦٢].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: ٥٨].
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس: [﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾: قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد - ﷺ - حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾] (١).
وروى البخاري عن ابن عباس قال: [كان آخرَ قَولِ إبراهيم - عليه السلام - حين أُلقي في النار: حَسبي اللهُ ونعم الوكيل] (٢).
٤ - ٥. قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٥٦٣)، كتاب التفسير، سورة آل عمران، آية: (١٧٣).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه (٤٥٦٤)، كتاب التفسير، عند ذكر الآية السابقة.


الصفحة التالية
Icon