تطهيرًا". قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله، قال: أنَّتِ على مكانكِ، وأنتِ على خير] (١).
وقوله: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾. أي: واذكرن فضل الله عليكن فيما جعلكن في بيوت تُتلى فيها آيات الله والحكمة - يعني: الكتاب والسنة -، فاعملن بمقتضى ذلكَ وأقمن شكره.
وعن قتادة: (﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾: أي السنة، قال: يَمْتَنّ عليهم بذلك). وأحظاهن بهذه النعمةِ عائشة رضي اللهُ عنْها، فإنه لم ينزل الوحي على رسول الله - ﷺ - في فراش امرأةٍ سواها. قال بعض العلماء: (لأنه لم يتزوج بكرًا سواها، ولم ينم معها رجلٌ في فراشها سِواه، فناسبَ أن تخصَّصَ بهذه المَزِيَّةِ، وأن تُفرَدَ بهذه الرتبة العلية) - ذكره ابن كثير.
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: إن الله كان ذا لطف بكنّ، إذ جعلكنّ في البيوت التي تُتلى فيها آياته والحكمة، خبيرًا بِكُنَّ إذ اختاركن لرسوله أزواجًا).
٣٥. قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٣٥)﴾.
في هذه الآية: ثناء الله تعالى على الرجال والنساء من المسلمين والمؤمنين والقانتين والصادقين والصابرين والخاشعين والمتصدقين والصائمين والحافظين فروجهم والذاكرين الله كثيرًا، وقد أعدَّ لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا.
أخرج الترمذي في السنن بسند صحيح - من حديث عكرمة - عن أم عمارة