الذاكرين والذاكِرات] (١). وفي لفظ: [كُتِبا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: [كان رسول الله - ﷺ - يسير في طريق مكة، فَمَرَّ على جَبَلٍ يُقال له جُمْدان، فقال: سيروا، هذا جُمْدَانُ، سَبَقَ المُفَرِّدُون. قالوا: وما المُفَرِّدون؟ يا رسول الله! قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات] (٢).
وقوله: ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.
أي: أعد الله لهم مغفرةً لذنوبهم، وثوابًا عظيمًا في الآخرة جزاء اندراجهم تحت تلك النعوت الجليلة والأوصاف الرفيعة التي ضمتها هذه الآية الكريمة.
٣٦ - ٣٨. قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (٣٦) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (٣٧) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (٣٨)﴾.
في هذه الآياتِ: تقديمُ المؤمنين قول الله ورسوله وأمرهما على كل قول وأمر ورأي، وقصة تزويج الله رسوله من زينب بنت جحش التي كانت تحت متبناه زيد بن حارثة ونسف أعراف الجاهلية.
فقوله: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾.
قال الحسن: (ليس لمؤمن ولا مؤمنة إذا أمر الله عز وجل ورسوله - ﷺ - بأمر أن
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٦٧٦)، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار.