-- يقول: [مُرُوا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم] (١).
الحديث الثاني: أخرج الترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري: [أن رسول الله - ﷺ - قام خطيبًا. فكان فيما قال: ألا، لا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا، هَيْبَةُ الناس، أن يقولَ بحقٍّ، إذا علمه. قال: فبكى أبو سعيد، وقال: قد والله! رأينا أشياء، فهبنا] (٢). ولفظ أحمد: [لا يحقرنَّ أحدكم نفسهُ أن يرى أمر الله فيه مقال ثم لا يقوله، فيقول الله: ما يمنعكَ أن تقول فيه؟ فيقول: رَبِّ، خَشيتُ الناس. فيقول: فأنا أحقُ مَنْ أن يُخشى].
الحديث الثالث: أخرج الإمامُ أحمد في المسند، والإمام أبو داود في السنن، بسند صحيح عن أبي بكر الصديق أنه قال: [أيها الناس! إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥]، وإني سمعتُ رسول الله - ﷺ - يقول: إنَّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا بيده، أوشَكَ أن يَعُمَّهُم الله بعقابٍ منه] (٣).
وفي رواية عند ابن ماجة: [إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه].
الحديث الرابع: أخرج ابن ماجة بسند حسن عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، هم أعزُّ منهم وأمنعُ، لا يغيرون، إلا عَمَّهُم الله بعقاب] (٤).
وقوله: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾. أي: كفى باللهِ ناصرًا وحافظًا ومعينًا.
وقوله: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾.
أي: ما كان محمد أيها الناس أبا زيد بن حارثة، ولا أبا أحدٍ من رجالكم، فيحرم

(١) حديث حسن. أخرجه ابن ماجة (٤٠٠٤)، كتاب الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(٢) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٢/ ٣٠)، وابن ماجة (٤٠٠٧)، والحاكم (٤/ ٥٠٦)، وأحمد (٣/ ١٩)، (٣/ ٥٠)، (٣/ ٦١)، وانظر السلسلة الصحيحة (١٦٨).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد (١٦)، (٢٩)، وأبو داود (٢/ ٢١٧)، والترمذي (٢/ ٢٥)، (٢/ ١٧٧)، وابن ماجة (٢/ ٤٨٤) من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
(٤) حديث حسن. أخرجه ابن ماجة في السنن - حديث رقم - (٤٠٠٩)، كتاب الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وانظر صحيح سنن ابن ماجة - حديث رقم - (٣٢٣٨).


الصفحة التالية
Icon