وقوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾.
أي: وكان الله بكل أعمالكم وأقوالكم وغير ذلكَ من أحوالكم وأحوال جميعِ الخلق ذا علم لا يخفى عليه خافية.
٤١ - ٤٤. قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٤٢) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (٤٤)﴾.
في هذه الآياتِ: أمْرُ الله تعالى عباده المؤمنين الإكثار من ذكره وتسبيحه ليكونوا في مقامِ الأولياء الذاكرين. وإعلامهُ تعالى عباده الذاكرين أنه يبادلهم الذكر فيذكرهم في الملأ الأعلى وتشاركهُ الملائكة بالدعاء والاستغفار لهم وهو الرحيم بالمؤمنين. إن تحيتهم يوم يلقونه سلام وقد أعدّ لهم الأجر الكريم.
فقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾.
أمر من الله عباده بإكثارِ ذكره على نعمه التي لا تحصى فينعكس ذلكَ على قلوبهم وجوارحهم ونفوسهم بالأمن والطمانينة.
قال ابن عباس: (لم يُعذَر أحد في ترك ذكر الله إلَّا من غُلب على عقله).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: ١٥٢].
٢ - وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢)﴾ [الأنفال: ٢].
ومن صحيح السنة العطرة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الترمذي وابن ماجة بسند حسن عن أبي الدرداء - رضي اللهُ عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: [ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعِها في دَرَجاتكم، وخيرٌ لكم من إعطاء الذهب والوَرِق، وخيرٌ لكم من أن تلقوا


الصفحة التالية
Icon