وقوله: ﴿وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ﴾. أئي: من الأمطار والثلوج والبرد والصواعق والأرزاق والمقادير والبركات.
وقوله: ﴿وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾. أي: من الملائكة وأعمال العباد.
وقوله: ﴿وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾. أي: عن ذنوب التائبين إليه، رحيم بهم فلا يعاجل عصاتهم بالعقوبة.
٣ - ٦. قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٣) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦)﴾.
في هذه الآياتِ: استعجالُ الكفار الساعة استهزاء وكبرًا، وأمر الساعة بيد الله، ويومئذ يجزي المؤمنين الأجر والرزق الكريم، ويخذل المشركين ويوفيهم العذاب الاليم، وأهل العلم مصدقون بأن هذا القرآن هو الحق المبين.
فقوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ﴾.
أي: ويستعجلك يا محمد كفار مكة - الذين جحدوا قدرة الله أن يعيدهم بعد فنائهم بهيئتهم قبل فنائهم - بقيام الساعة استهزاء وتكذيبًا، فقل لهم: بلى وربي قسمًا به لتأتينكم، وهذه إحدى ثلاث آيات لا رابع لهن في القرآن يقسم بها رسول الله - ﷺ - على وقوع المعاد لمنكريه. فالآية الأولى في سورة يونس: ﴿وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾. وهذه هي الآية الثانية: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ﴾. والآية الثالثة في سورة التغابن: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ﴾ [التغابن: ٧].
قال أبو سفيان لكفار مكة: (واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدًا ولا نبعث). فقال الله: قل يا محمد: ﴿قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ﴾.


الصفحة التالية
Icon