وسَّعَهُ عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيّقها عليه] (١).
فموت الأهل والأصحاب إنذار بالرحيل في كل وقت وحين. قال بعضهم:
| وأراك تحملهم ولست تردّهم | فكأنني بك قد حُمِلْتَ فلم تُرَدَّا |
| يا نفس توبي فإن الموت قد حانا | واعص الهوى فالهوى ما زال فتانا |
| أما ترين المنايا كيف تلقطنا | لَقْطًا فتلحق أُخرانا بأولانا |
| في كل يوم لنا مَيْتٌ نشيعه | نرى بمصرعه آثار موتانا |
| يا نفس ما لي وللأموال أتركها | خلفي وأخرج من دنياي عُريانا |
| أبعد خمسين قد قضيتها لعبا | قد آن أن تقصري قد آن قد آنا |
| ما بالنا نتعامى عن مصائرنا | ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا |
| نزداد حرصًا وهذا الدهر يزجرنا | كأنّ زاجرنا بالحرص أغرانا |
| أين الملوك وأبناء الملوك ومَنْ | كانت تخرُّ له الأذقان إذعانا |
| صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا | مستبدلين من الأوطان أوطانا |
| خلّوا مدائن كان العِزُّ مَفْرَشَها | واستُفْرِشوا حُفَرًا غُبرًا وقيعانا |
| يا راكضًا في ميادين الهوى مرِحًا | ورافلًا في ثياب الغيّ نشوانا |
| مضى الزمان وولّى العمْرُ في لعب | يكفيكَ ماقد مضى قد كان ما كانا |
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.
أي: فهو عالم سبحانه بما أخفته صدوركم أيها الناس وبما بيّته الكافرون من حب الاستكبار في الأرض والاستهزاء بالرسل وبالمؤمنين، كما قال جل ثناؤه: {وَلَوْ رُدُّوا
(١) حديث صحيح. أخرجه ابن حبان (٢٥٥٩) - (٢٥٦٢). وأخرج نحوه النسائي (١/ ٢٥٨)، والترمذي (٢/ ٥٠)، وابن ماجة (٢/ ٤٢٥٨)، والحاكم (٤/ ٣٢١).