أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا}. قال ابن عباس: (ملكوا الأرض وعمروها).
وقوله: ﴿وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾. أي: بالحجج والآيات والبراهين القاطعة الدالة على صدق النبوة والوعد والوعيد.
وقوله: ﴿فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾. يعني: إنما حلّ بهم ما حل من العذاب، ونزل بهم ما نزل من النقمة والمصيبة بظلمهم أنفسهم، فالله سبحانه لا يظلم أحدًا شيئًا.
وفي الحديث المقدسي: [قال الله تعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا] (١).
وقوله: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى﴾. قال قتادة: (الذين أشركوا: السوءى: أي النار). وقال ابن عباس: (يقول: الذين كفروا جزاؤهم العذاب).
والسوأى: مصدر في هذا الموضع. وقيل: هي اسم، أو في محل نصب خبر كان (٢). قال ابن جرير: (السوأى: يعني الخلة التي هي أسوأ من فعلهم، أما في الدنيا، فالبوار والهلاك، وأما في الآخرة فالنار لا يخرجون منها، ولا هم يستعتبون).
وقوله: ﴿أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ﴾.
المعنى: كانت لهم السوأى لأنهم كذبوا بآيات الله واستهزؤوا بها وبرسله.
١١ - ١٦. قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (١٣) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا

(١) جزء من حديث طويل رواه مسلم عن أبي ذر، انظر صحيح مسلم (٨/ ١٧)، ومسند أحمد (٥/ ١٦٠).
(٢) التقدير: كانت السوأى عاقبتهم. وقال بعض علماء النحو: {السُّوأَى﴾: اسم كان مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الألف، أو مفعول مطلق لأساؤوا، أو مفعول به له بحذف موصوف أي الفعلة السوأى منصوب بفتحة مقدرة على الألف.


الصفحة التالية
Icon