ورُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قول الله عز وجل: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾. قال: (الزاني مع الزاني، وشارب الخمر مع شارب الخمر، وصاحب السرقة مع صاحب السرقة) ذكره القرطبي. وبنحوه عن قتادة: (فيحشر الكافر مع الكافر). حيث حملوا الظلم على الشرك- كما قال جل ثناؤه: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣]. فاحشروا الذين ظلموا- أي احشروا المشركين وأشياعهم في الشرك.
التأويل الثالث: ﴿وَأَزْوَاجَهُمْ﴾: نساؤهم المرافقات لهم على الكفر. فقد روي عن مجاهد والحسن: (﴿وَأَزْوَاجَهُمْ﴾: نساؤهم المرافقات على الكفر).
التأويل الرابع: قرناؤهم من الشياطين. قال الضحاك: ﴿وَأَزْوَاجَهُمْ﴾: قرناءهم من الشياطين). وقال مقاتل: (يحشر كل كافر مع شيطانه في سلسلة).
وقوله: ﴿وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾.
أي من الأوثان والشياطين وإبليس وكل ما عُبِدَ من دون الله سبحانه.
وخلاصة القول: أن الله سبحانه يأمر ملائكته أن يحشروا المشركين به الظالمين بتنحية منهاجه ووحيه عن الحكم، ومن شابههم ووافقهم في القول والعمل من نسائهم وذرياتهم وأشياعهم ومن صرفوا لهم الطاعة من قرنائهم من الشياطين والأوثان والأصنام ومن رضي أن يصرف الناس إليه العبادة من دون الله سبحانه، فيأمر الله بجمعهم ثم توجيههم إلى صراط النار وأبوابها وبئسَ المصير الذي ينتظرهم بما أخلفوا الله عبادته وأشركوا بألوهيته. لذلك قال: ﴿وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾. قال ابن عباس: (يقول: وجهوهم. وقيل: إن الجحيم الباب الرابع من أبواب النار!. وقيل: ﴿فَاهْدُوهُمْ﴾ أي سوقوهم إلى النار. وقيل: أي دلّوهم. يقال: هديته الطريق أو هديته إلى الطريق إذا دللته عليه.
ثم قال سبحانه: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾. أي: احبسوهم للحساب ثم سوقوهم إلى النار.
وفيه تفاسير:
١ - قيل: يسألهم هل يعجبهم ورود النار. ذكره بعض المفسرين كابن جرير والقرطبي.