٢٢ - ٢٣. قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (٢٢) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣)﴾.
في هذه الآيات: يقول جَلّ ذكره: وإن من حججه أيضًا على كمال قدرته خلق السماوات في ارتفاعها واتساعها، وانتثار كواكبها وأجرامها، والأرض في جبالها ووديانها، وسهولها وهضابها، وبحارها وأنهارها، وقفارها وأشجارها، ونبتها وحيوانها، واختلاف لغات أهلها، وكذلك تباين ألوانهم، ثم نومهم في ليلهم، وعملهم وانتشارهم في نهارهم، كل ذلك آيات بديعة لقوم يسمعون هذه الذكرى ويتفكرون بها.
٢٤ - ٢٥. قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٤) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (٢٥)﴾.
في هذه الآيات: تخويفُ الله تعالى عباده بالبرق وترغيب لهم بالمطر الذي ينزل عقب البرق فيحيي به الأرض الميتة، وفي ذلك آيات لقوم يعقلون. ومن آياته كذلك السماء رفعها بلا عمد، والأرض مدّها وَمَهَّدَها لخلقه، ويوم البعث يخرجكم من قبوركم بأمره، فإذا أنتم قيام تنظرون.
فقوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾. قال قتادة: (خوفًا للمسافر، وطمعًا للمقيم). قال ابن كثير: (يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ الدالة على عظمته أنه ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ تارة تخافون مما يحدث بعده من أمطار مزعجة، أو صواعق متلفة، وتارة ترجونَ وميضَهُ وما يأتي بعدهُ من المطر المحتاج إليه، ولهذا قال تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾، أى: بعدما كانت هامدة لا نبات فيها ولا شيء، فلما جاءها الماء ﴿اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾