وفي الكلام محذوف تقديره - قالوا: نعم -.
وقوله تعالى: ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾. قال ابن عباس: (يعني في وسط الجحيم). وقال مطرف بن عبد الله: (والله لولا أنه عُرِّفَه ما عرفه، لقد غيرت النار حِبْرَه وسِبْرَه) - أي لونه وهيئته.
وطَلَع وأطْلَعَ واطّلَع بمعنى واحد. وفي كلام العرب: تعبت حتى انقطع سوائي أي وسطي.
وقوله تعالى: ﴿قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ﴾. قال السدي: (لتهلكني). والردى: الهلاك. وقيل: لتوقعني في النار.
وقوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾. قال قتادة: (أي في عذاب الله).
يَعني: ولولا نعمة الله علي بالهداية والتوفيق والتثبيت على الإيمان لكنت محضرًا معك في العذاب.
وقوله تعالى: ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ - فيه تفاسير:
التفسير الأول: هو من قول المؤمن على جهة الحديث بنعمة الله، بأنهم لا يموتون ولا يعذبون، أي هذه حالنا وصفتنا لا موت بل نعيم دائم مقيم.
التفسير الثاني: هو من قيل أهل الجَنَّة للملائكة حين يُذبح الموت. ويقال: يا أهل الجَنَّة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت.
فعن قتادة: (قوله: ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ﴾ إلى قوله: ﴿الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. قال: هذا قول أهل الجَنَّة).
التفسير الثالث: هو من قول المؤمن توبيخًا للكافر الذي أنكر البعث وليس عنده إلا الموت في الدنيا.
التفسير الرابع: قيل الهمزة في ﴿أَفَمَا﴾ للاستفهام، دخلت على فاء العطف والمعطوف محذوف، فيكون المعنى: أنحن مخلدون منعمون، فما نحن بميتين ولا معذبين.
قلت: وكلها تفاسير متقاربة، وإن كان السياق يدل على استمرار حديث المؤمن الذي أشار بعدها إلى غاية فرحه وفوزه إذ نجّاه الله من متابعة قرين السوء وصاحب