الحديث الثاني: أخرج ابن ماجة بسند حسن عن أنس قال: قال رسول الله - ﷺ -: [ما أنعم الله على عَبْدٍ نِعمةً فقال: الحمد لله، إلا كان الذي أعطاه أفضلَ مما أخذ] (١).
الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة والحاكم بإسناد حسن في الشواهد عن عائشة قالت: [كان إذا رأى ما يحبُّ قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا رأى ما يكرهه قال: الحمد لله على كل حال] (٢).
وقوله: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾.
أي: ومن كفر نعمة الله عليه فإنما يرجع بالإساءة على نفسه، فالله غني عن عباده، لا يتضرر بكفر جميع أهل الأرض لو كفروا، فهو الغني لا إله إلا هو، الحميد: المحمود على كل حال، سواء كفر العبد نعمته أو شكرها.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر عن رسول الله - ﷺ - فيما يرويه عن ربه عز وجل: [قال الله تعالى: يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا] (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.
أي: يقول جل ذكره: واذكر يا محمد قول لقمان لابنه يحذره مغبة الشرك بالله، ويخبره أن الشرك لخطأ من القول عظيم، ونوع من الظلم مبين.
أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: [لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [الأنعام: ٨٢]، شق ذلك على أصحاب رسول الله - ﷺ - وقالوا: أيُّنا لا يظلم نَفْسَهُ؟ فقال رسول الله - ﷺ -: ليس هو كما تظُنُون،
(٢) صحيح لغيره. أخرجه ابن ماجة (٢/ ٤٢٢)، والحاكم (١/ ٤٩٩)، وابن السني (رقم ٣٧٢). وانظر صحيح ابن ماجة (٣٠٦٦)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٦٥).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٨/ ١٧)، وأحمد في المسند (٥/ ١٦٠).