أخذ بيدها فأشار بها إلى القمر فقال: [يا عائشةُ! استعيذي بالله من شَرِّ هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقَبَ. يعني القمر] (١).
الحديث الرابع: أخرج البخاري عن ابن عمر عن النبي - ﷺ - قال: [إنّ الشمس والقمر لا يَخْسِفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنّهما آية من آيات الله، فإذا رأيتموه فَصَلّوا] (٢).
ورواه عن ابن عباس بلفظ: [إن الشمس والقمر آيتان من آياتِ الله لا يَخْسِفان لموت أحَدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله].
وقوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. قال القاسمي: (أي: لأن من شاهد مثل ذلك الصنع الرائق، والتدبير الفائق، لا يكاد يغفل عن كون صانعه عز وجل محيطًا بما يأتي ويذر).
والآية فيها تهديد للكافرين الجاهلين حق عظمته سبحانه، المشركين فى عبادته معه غيره، فهو تعالى يحصي أعمالهم عليهم وسيجازيهم بها.
وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾.
قال النسفي: (أي: ذلك الوصف الذي وصف به من عجائب قدرته وحكمته التي يعجز عنها الأحياء القادرون العالمون، فكيف بالجماد الذي يدعونه من دون الله، إنما هو بسبب أنه هو الحق الثابت الإلهية، وأن من دونه باطل الإلهية، وأنه هو العليّ الشأن الكبير السلطان).
قلت: وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ دليل على علوه تعالى فوق جميع خلقه.
ففي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [النحل: ٥٠].
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٢٠١) - كتاب بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، وانظر لرواية ابن عباس الحديث (٣٢٠٢) من الباب نفسه.