زيد بن أسلم: (يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث) - رواه ابن أبي حاتم.
وفي المسند وسنن أبي داود ومستدرك الحاكم بسند صحيح من حديث البراء مرفوعًا: [إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحَنوط (١) من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة (وفي رواية: المطمئنة)، اخرجي إلى مغفرة من اللَّه ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها، (وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون اللَّه أن يعرج بروحه من قبلهم)، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط] الحديث (٢).
وله شاهد عند ابن ماجة بسند صحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إن الميت تحضُره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحًا قال: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرُجي حميدة، وأبشري بروحٍ ورَيْحان، وربٍّ غير غضبان، فلا يزال يقالُ لها ذلك حتى تخرج] (٣).
وقوله: ﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾. قال السدي: (نحن الحفظة الذين كنا معكم في الدنيا، ونحن أولياؤكم في الآخرة). والمعنى: فتقول لهم الملائكة عند موتهم: نحن الذين كنا نتولاكم في الدنيا، أي: كنا قرناءكم نسدّدكم ونعينكم ونحفظكم بأمر اللَّه، وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونطمئن قلوبكم يوم البعث والنشور، ونجاوز بكم بإذن اللَّه الصراط فوق الجحيم، لتصلوا إلى دار السلام دار الخلود والنعيم.
وقوله: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾.
أي: ولكم في الجنة ما تشتهون من الملاذ وألوان السرور والنعيم، ولكم كذلك
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٧)، وأبو داود (٢/ ٢٨١)، والحاكم (١/ ٣٧ - ٤٠).
(٣) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٤٢٦٢) - كتاب الزهد. باب ذكر الموت والاستعداد له. وانظر صحيح سنن ابن ماجة (٣٤٣٧).