أَكْمَامِهَا} حين تطلع). وقال السدي: (من طلعها، والأكمام جمع كُمَّة وهو كل ظرف لماء أو غيره، والعرب تدعو قشر الكفرَّاة كُمًّا).
وقوله: ﴿وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ﴾. كقوله في سورة الرعد: ﴿يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ [الرعد: ٨].
قال النسفي: (أي ما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع إلا وهو عالم به، يعلم عدد أيام الحمل وساعاته وأحواله من الخداج والتمام والذكورة والأنوثة والحسن والقبح وغير ذلك).
وقوله: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي﴾. أي: ويوم ينادي اللَّه المشركين أين شركائي الذين كنتم تعبدون معي وزعمتم أن لهم الشفاعة.
وقوله: ﴿قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾. قال ابن عباس: (قوله: ﴿آذَنَّاكَ﴾ يقول: أعلمناك). قال القاسمي: (أي أعلمناك ما منا من يشهد لهم بالشركة ويقرّ بها الآن). أي: قال المشركون أو الأصنام -أو كلاهما: العابد والمعبود- أسمعناك وأعلمناك ليس أحد منا اليوم يشهد أن معكَ شريكًا.
وقوله: ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ﴾. أي: بطل عنهم ما كانوا يدعون من قبل في الدنيا من الأوثان والأصنام والطواغيت وحصل التنكر منهم لعبادتهم.
وقوله: ﴿وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾. قال السدي: (استيقنوا أنه ليس لهم ملجأ). أي: أيقنوا وعلموا أنه لا فرار لهم من النار ولا سبيل للنجاة. كما قال جل وعز: ﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا﴾ [الكهف: ٥٣].
٤٩ - ٥١. قوله تعالى: ﴿لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (٤٩) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (٥٠) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (٥١)﴾.
في هذه الآيات: حِرْصُ الإنسان على الدعاء بالخير، وسرعةُ جزعه إذا أصابه شر،


الصفحة التالية
Icon