وقوله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ﴾. قال النقاش: (أي: انتظر ما وعدتك من النصر عليهم إنهم منتظرون لك الموت). وقال ابن جرير: (فانتظر أنت يا محمد الفتح من ربك والنصر على هؤلاء المشركين باللَّه من قومك من قريش، إنهم منتظرون عند أنفسهم قهرك وغلبتك بصدِّهم عما أتيتهم به من الحق من أراد قبوله واتباعك عليه).
والآية تسلية للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من اللَّه عما يلقاه من عناد قومه وتكذيبهم، وحمل بشائر النصر له والظفر عما قريب.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: ٢١].
٢ - وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: ٥١].
أخرج الخطيب في "التاريخ"، والديلمي بسند رجاله ثقات عن أنس مرفوعًا: [النَّصر مع الصَّبر، والفرجُ مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا، وإنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا] (١).
تم تفسير سورة الدخان بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منِّه وكرمه
* * *