السماء العُليا، ما بين قدميه إلى ركبتيه مسيرة ست مئة عام، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ست مئة عام، والخالق أعظم من المخلوق] (١).
٦ - ١١. قوله تعالى: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ آلِيمٍ (٨) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٩) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ آلِيمٌ (١١)﴾.
في هذه الآيات: تهديدُ اللَّه تعالى -بعد تعريفه بآياته الكبيرة- كل أفاك أثيم، يُصِرُّ على الكبر والعناد والاستهزاء بالدين، وقد توعده اللَّه وأمثاله من المشركين عذاب الجحيم.
فقوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ﴾. قال النسفي: (إشارة إلى الآيات المتقدمة، أي: تلك الآيات ﴿آيَاتُ اللَّهِ﴾). قلت: بل آيات القرآن كلها حجج وبراهين على وحدانية اللَّه وقدرته.
وقوله: ﴿نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ﴾. قال القرطبي: (أي بالصدق الذي لا باطل ولا كذب فيه).
وقوله: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾. قال القاسمي: (أي بعد آياته ودلائله الباهرة. وتقديمُ اسم اللَّه للمبالغة والتعظيم).
وقوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾. قال ابن كئير: (أي: أفاكٍ في قوله كذّاب، حلاف مَهين أثيم في فعله وقيله، كافر بآيات اللَّه).
وقوله تعالى: ﴿يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.
قال ابن جرير: (يقول: يسمع آيات كتاب اللَّه تُقرأ عليه ﴿ثُمَّ يُصِرُّ﴾ على كفره وإثمه فيقيم عليه، غير تائب منه، ولا راجع عنه ﴿مُسْتَكْبِرًا﴾ على ربه أن يذعن لأمره ونهيه