وقوله: ﴿وَأَجَلٍ مُسَمًّى﴾. قال ابن عباس: (يعني القيامة). وهو الأجل الذي تنتهي إليه السماوات والأرض. وقيل: إنه الأجل المضروب لكل مخلوق.
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ﴾. قال ابن كثير: (أي: لاهُونَ عما يراد بهم، وقد أنزل إليهم كتابٌ وأرسل إليهم رسولٌ، وهم معرضون عن ذلك كله، أي: وسيعلمون غِبَّ ذلك).
وقوله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ﴾.
أي: قل -يا محمد- لمشركي قومك أرأيتم أوثانكم وآلهتكم التي تدعون من دون اللَّه، عرفوني أي مكان استقلوا بخلقه من الأرض؟ !
وقوله: ﴿أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ﴾. أي: أم لهم شركة مع اللَّه في خلق السماوات.
وقوله: ﴿ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا﴾. قال النسفي: (أي من قبل هذا الكتاب وهو القرآن، يعني أن هذا الكتاب ناطق بالتوحيد وإبطال الشرك، وما من كتاب أنزل من قبله من كتب اللَّه إلا وهو ناطق بمثل ذلك، فأتوا بكتاب واحد منزل من قبله شاهد بصحة ما أنتم عليه من عبادة غير اللَّه).
وقوله: ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾. أي: أو بقية من علم ثابت من علوم الأولين يؤكد صحة منهجكم.
ومن أقوال المفسرين في هذه الآية:
١ - قال ابن عباس: (﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾ قال: خط، كان يخطه العرب في الأرض).
قال ابن عياش: (الخط: هو العيافة).
٢ - قال مجاهد: (﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾: أو أحدٍ يأثُر علمًا). وقال العوفي عن ابن عباس: (أو بَيِّنَةٍ من الأمر). وقرأ بعضهم: ﴿أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾، أي: أو عِلم صحيح يأثرونه عن أحد ممن قبلهم.
٣ - عن قتادة: (﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾ قال: خاصة من علم). وقال أبو بكر بن عياش: (بقية من علم).