وقوله: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾. أي: الغفور لمن تاب وأناب إلى طاعته، الرحيم بعباده المؤمنين الطائعين.
وقوله: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ﴾. قال ابن عباس: (يقول: لست بأول الرسل). وفي رواية: (ما كنت أول رسول أرسل). قال ابن كثير: (أي: لستُ بأول رسول طَرَقَ العالم، بل قد جاءت الرسلُ من قبلي، فما أنا بالأمر الذي لا نظيرَ له حتى تستنكِروني وتستبعدوا بعثتي إليكم، فإنه قد أرسل اللَّه قبلي جميعَ الأنبياء إلى الأمم.
وقوله: ﴿وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ﴾. قال الحسن: (أما في الآخرة فمعاذَ اللَّه قد علم أنه في الجنة، ولكن قال: لا أدري ما يُفعل بي ولا بكم في الدنيا، أُخرَجُ كما أُخرِجَت الأنبياءُ قبلي؟ أم أُقتَلُ كما قُتلت الأنبياء من قبلي؟ ولا أدري أيُخْسَفُ بكم أو تُرمَون بالحجارة؟ ).
وقوله: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾. أي: قل لهم -يا محمد-: ما أتبع في دعوتي لكم وفي عملي وقولي إلا وحي اللَّه الذي يوحيه إلي.
وقوله: ﴿وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾. قال القاسمي: (أي منذر عقاب اللَّه على كفركم به، أبان لكم إنذاره وأبان لكم دعاءه إلى ما فيه صلاحكم وسعادتكم).
١٠ - ١٤. قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (١١) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (١٢) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤)﴾.
في هذه الآيات: قَرْعُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يهود المكر بحجة اللَّه البالغة، واعتزاز بعض المشركين بالإفك والباطل، وثناء اللَّه على المخلصين له المستقيمين على منهاجه ووعده لهم جنات النعيم وحسن المستقر.
أخرج الإمام أحمد في المسند، والطبراني والحاكم وابن حبان، بسند على شرط