وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠)}.
في هذه الآيات: قصة ارتباط الشعرك بالعقوق، وعاقبة ذلك من الخسران المبين. وتصوير مشهد الخزي والذل أمام نار جهنم للكافرين.
فعن الحسن: (﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا﴾ قال: هو الكافر الفاجر العاقّ لوالديه، المكذب البعث). قال النسفي: (أفّ: وهو صوت إذا صوّت به الإنسان علم أنه متضجر، كما إذا قال حس علم أنه متوجع، واللام للبيان، أي هذا التأفيف لكما خاصة ولأجلكما دون غيركما).
والعقوق من أكبر الكبائر، وعقابه في الدنيا والآخرة، وفي التنزيل: قال تعالى: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: ٢٣].
ومن صحيح السنة المطهرة في ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج النسائي وأحمد وابن حبان بإسناد جيد عن سالم بن عبد اللَّه عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ثلاثة لا ينظر اللَّه عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى] (١).
الحديث الثاني: أخرج الدارمي والنسائي والبخاري في "التاريخ الصغير" بسند حسن في الشواهد عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر، (ولا ولد زنية)] (٢).
الحديث الثالث: أخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن عروة قال: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ [الإسراء: ٢٤]: [لا تمتنع من شيء أحبّاه] (٣).
وقوله: ﴿أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ﴾. قال قتادة: (أن أبعث بعد الموت).
(٢) أخرجه الدارمي (٢/ ١١٢)، والنسائي (٢/ ٣٣٢)، والبخاري في "التاريخ الصغير" (١٢٤) -والزيادة له- وأحمد (٢/ ٢٠١)، وهو حسن لشواهده.
(٣) صحيح الإسناد. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٩). باب لين الكلام لوالديه.