وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ﴾ [الأنعام: ٦٠].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: ٦].
٣ - وقال تعالى: ﴿أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [هود: ٥].
أخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي الدرداء، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [فرغَ اللَّه عز وجل إلى كل عبد من خمسٍ: مِنْ أجَلِهِ، ورزقهِ، وأثرِهِ، ومضجعه، وشقي أو سعيد] (١).
وله شاهد عند ابن عساكر من حديث أنس بلفظ: [فرغ اللَّه من أربع: من الخَلْقِ، والخُلُق، والرِّزقِ، والأجل] (٢).
٢٠ - ٢٣. قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (٢٣)﴾.
في هذه الآيات: إخبار اللَّه تعالى عن تمني المؤمنين نزول تشريع الجهاد، فلما أنزل اللَّه فرض القتال وأحكامه وجد كثير من الناس في قلوبهم الخوف والجبن من لقاء الأعداء، وإنما النجاة كل النجاة بالصدق مع اللَّه في القول والعمل وعند اللقاء، وإلا فالفتنة في الدين وتقطيع الأرحام، والضلوع في الظلم والآثام.
فقوله: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ﴾. قال ابن زيد:
(٢) حديث صحيح. انظر تخريج "السنة" (٣٠٣ - ٣٠٩) من حديث أنس -عند ابن عساكر- وكذلك صحيح الجامع الصغير (٤٠٧٩)، وله شواهد كثيرة.