وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: ٣٩].
٢ - وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ [المائدة: ٥٤].
ومن روائع السنة الصحيحة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"، والطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية" بسند حسن لغيره عن ابن عمر مرفوعًا: [إنّ للَّه أقوامًا يختصُّهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نَزَعَها منهم، فحولها إلى غيرهم] (١).
الحديث الثاني: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة قال: [تلا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الآية يومًا: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾. قالوا: ومن يستبدل بنا؟ قال: فضرب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على منكب سلمان ثم قال: هذا وقومه] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة أنه قال: [قال ناس من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا رسول اللَّه من هؤلاء الذين ذكر اللَّه: إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: وكان سلمان بجنب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فضرب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَخِذَ سلمان وقال: "هذا وأصحابه. والذي نفسي بيده لو كان الإيمانُ مَنُوطًا بالثُّريَّا لتناولَهُ رجالٌ مِنْ فارِسَ"] (٣).
تم تفسير سورة محمد -سورة القتال- بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منّه وكرمه الأربعاء ٢٨ - جمادى الآخرة - ١٤٢٦ هـ الموافق ٣ - آب - ٢٠٠٣ م
(٢) حديث صحيح. انظر سنن الترمذي (٢٥٩٨) - كتاب التفسير - سورة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-. آية (٣٨).
(٣) حديث صحيح. رواه الترمذي في سننه في كتاب التفسير عند هذه الآية. انظر صحيح سنن الترمذي (٢٥٩٩)، وفي الصحيحين الشطر الأخير منه.