سَمُرَةَ: [أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقرأ في الفجر بـ ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾. وكانت صلاتُه، بَعْدُ، تخفيفًا] (١).
وهذه السورة هي أول الحزب المفصل على الصحيح، وقيل: من الحجرات، والأول أرجح، وبه جاء النصّ الصحيح عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما في الحديث الآتي.
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد وأبو داود بسند يرقى للحسن عن عثمان بن عبد اللَّه بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال: [كنت في الوفد الذين أتوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أسلموا من ثقيف من بني مالك، أنزلنا في قبة له، فكان يختلف إلينا بين بيوته وبين المسجد، فإذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلينا ولا نبرح حتى يحدثنا ويشتكي قريشًا ويشتكي أهل مكة، ثم يقول: لا سواء، كنا بمكة مستذلين ومستضعفين، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال، الحرب علينا ولنا، فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء، قال: قلنا ما أمكثك عنا يا رسول اللَّه؟ قال: طرأ عَلَيَّ حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه، قال: فسألنا أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تُحَزِّبُون القرآن؟ قالوا: نحزّبُه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم] (٢).
وبيانه "ثلاث سور": البقرة وآل عمران والنساء. "وخمس سور": المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، وبراءة. "وسبع سور": يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحِجْر، والنحل. "وتسع سور": سبحان، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان. "وإحدى عشر: سورة": الشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، وألم السجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر، ويس. "وثلاث عشرة سورة": الصافات، وص، والزمر، وغافر، وحم السجدة، وحم عسق، والزخرف، والدخان،
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ٩)، (٤/ ٣٤٣)، وانظر سنن أبي داود (١/ ٣٢١ - ٣٢٢). وكذلك كتابي: السيرة النبوية على منهج الوحيين (٣/ ١٤٣٧ - ١٤٣٨) لتفصيل الخبر، وهو حديث حسن.