فيقول: أنت أنت، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت ويُلْبِسُه التاج] (١).
وقوله تعالى: ﴿قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ﴾.
قال ابن عباس: (إنهم اعتذروا بغير عذر، فأبطل اللَّه حجتهم، وردّ عليهم قولهم).
وقال ابن زيد: (يقول: قد أمرتكم ونهيتكم، قال: هذا ابن آدم وقرينه من الجن).
والمقصود: يردّ اللَّه اعتذار الإنسى وقرينه من الجن عن الكفر والطغيان -فلا يقبل من ذلك شيئًا- يقول: قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل، وأنزلت الكتب، وقامت عليكم الحجج البينات والبراهين القاطعات، ومضى زمان التوبة والإنابة من الآثام والسيئات.
وقوله: ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾. قال مجاهد: (يعني قد قضيت ما أنا قاضٍ).
وقوله: ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾. أي لا أعاقب إلا من استحق العقاب بذنبه وإصراره.
٣٠ - ٣٥. قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (٣٥)﴾.
في هذه الآيات: استعدادُ جهنم لاستقبال الكفار والفجار، واقتراب الجنة من أهلها الأبرار، وصدور الأمر بدخولهم الجنان بسلام، ولهم فيها ما يختارون من الملذات التي أعدت لقوم كرام.
فقوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾.
إِخْبارٌ منه تعالى عن استقبال جهنم يوم القيامة لكل ما يُلقى فيها، وقد وعد تعالى بملئها وهي تقول: هل من مزيد. وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بآفاق هذا المعنى.
الحديث الأول: أخرج البخاري في صحيحه -في كتاب التفسير عند هذه الآية- عن