وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٥ - ٥٦].
٢ - وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ٤٤ - ٤٥].
٣ - وقال تعالى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (١٩٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [آل عمران: ١٩٦ - ١٩٧].
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إنَّ اللَّه لَيُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْهُ، قال: ثم قرأ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾] (١).
وقوله: ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ﴾. قال قتادة: (الكفار). أي: كذّب قبل قومك -يا محمد- قوم نوح والأحزاب من بعدهم، وهم الأمم الذين تحزّبوا وتجمَّعوا على رسلهم بالتكذيب لها، كعاد وثمود، وقوم لوط، وأصحاب مدين وأشباههم.
وقوله: ﴿وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ﴾. أي: ليقتلوه. والأخيذ: الأسير.
قال ابن كثير: (أي: حرصوا على قتله بكل ممكن، ومنهم من قتل رسولَهم).
وقوله: ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾.
أي: وخاصموا رسولهم بالباطل من الخصومة، وماحلوا بالشبهة ليبطلوا بجدالهم وخصومتهم الحق الذي معه من الدخول في طاعته، كما يخاصمك قومك يا محمد.
أخرج أبو داود والحاكم عن عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا: [من أعان على خصومة بظلم، لم يزل في سخط اللَّه حتى ينزع]. وفي لفظ: [فقد باء بغضب من اللَّه عز وجل].
وفي لفظ: [من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط اللَّه حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه، حبس في ردغة الخبال، حتى يأتي بالمخرج مما قال] (٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٢/ ١١٧)، والحاكم (٢/ ٢٧)، والسياق له، وأحمد =