١ - قال ابن عباس: (السائل: الذي يسأل الناس، والمحروم: الذي ليس له في الإسلام سهم وهو محارَف). قال الضحاك: (المحروم: هو المُحارَفُ الذي لا يكون له مال إلا ذهب، قضى اللَّه له ذلك). وقال إبراهيم: (هو المحارَفُ الذي ليس له أحد يعطف عليه أو يعطيه شيئًا).
٢ - قال الزهري: (السائل: الذي يسأل، والمحروم: المتعفف الذي لا يسأل). قال قتادة: (السائل الذي يسأل بكفه، والمحروم المتعفف، ولكليهما عليك حق يا ابن آدم).
٣ - قال ابن زيد: (المحروم: المصاب ثمره وزرعه).
واختار ابن جرير أنه الذي قد حُرم الرزق واحتاج، وفد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه اللَّه ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة.
وفي الصحيحين وسنن أبي داود عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس شيئًا، ولا يَفْطِنونَ به فيعطونه] (١).
وفي رواية: [ولكن المسكين المتعفف]. وزاده مسدّد في حديثه: [ليس له ما يستغني به، الذي لا يسأل ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه فذاك المحروم] (٢).
وقوله تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ﴾. قال قتادة: (معتبر من اعتبر). وقال: (إذا سار في أرض اللَّه رأى عبرًا وآيات عظامًا).
قال ابن كثير: (﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ﴾ أي: فيها من الآيات الدّالة على عَظَمَةِ خالِقها وقُدرته الباهرة، مما قد ذَرَأَ فيها من صنوف النبات والحيوانات، والمهاد والجبال، والقِفازِ والأنهار والبحار، واختلاف ألسنةِ الناس وألوانِهم، وما جُبِلُوا عليه من الإرادات والقُوى، وما بينهم من التفاوُتِ في العقول والفُهوم والحركاتِ، والسعادة والشقاوة، وما في تركيبهم من الحِكَم في وضعِ كل عضو من أعضائهم في

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٣٣٩)، كتاب التفسير، وكذلك (١٤٧٦) - كتاب الزكاة. وأخرجه مسلم (١٠٣٩) ح (١٠٢) - كتاب الزكاة. وأخرجه أبو داود (١٦٣١).
(٢) حديث صحيح - دون قوله: "فذاك المحروم" فإنه مقطوع من كلام الزهري. انظر صحيح سنن أبي داود (١٤٣٧)، كتاب الزكاة، باب من يعطى من الصدقة؟ وحد الغنى.


الصفحة التالية
Icon