المبسوط. قال القاسمي: (أي: وكتاب سطِّر في ورق منشور يقرأ على الناس جهارًا. و"الرقّ" الصحيفة أو الجلد الذي يكتب فيه).
وقوله تعالى: ﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾. أي الذي يعمر بكثرة غاشيته من الملائكة، وقد صحّ الخبر عن رسول اللَّه أنه في السماء السابعة.
ففي الصحيحين من حديث قتادة عن أنس بن مالك، عن مالكِ بن صَعْصَعة -في حديث الإسراء- قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [فأتينا السماء السابعة، قيل: مَنْ هذا؟ قيل: جِبْريل، قيل: من معك؟ قيل: محمّدٌ، قيل: وقد أُرسل إليه؟ مَرْحبًا به ولنِعْمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على إبراهيم فَسَلَّمْتُ عليه فقال: مَرْحَبًا بك من ابنٍ ونبيّ، فَرُفِعَ لي البيتُ المعمورُ فسألتُ جبريلَ فقال: هذا البَيْتُ المَعْمورُ يُصَلّي فيه كُلَّ يومٍ سبعونَ ألفَ ملكٍ إذا خرجوا لمْ يعودوا إليه آخِرَ ما عليهم] (١). وفي وراية: [ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه].
وعن ابن عباس: (﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾: هو بيت في السماء حِيالَ الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم يخرجون منه فلا يعودون إليه).
والمقصود: أنه بيت في السماء السابعة يطوف به الملائكة كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم، فهو كعبةُ أهل السماء السابعة. قال ابن كثير: (ولهذا وُجِدَ إبراهيم الخليل -عليه السلام- مُسْنِدًا ظهره إلى البيت المعمور، لأنه باني الكعبة الأرضيّة، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة، وفي كل سماءٍ بيتٌ يتعبَّدُ فيه أهلُها، ويُصلّون إليه، والذي في السماء الدنيا يقال له: بيتُ العزّة، واللَّه أعلم).
وقوله تعالى: ﴿وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ﴾. قال سماك عن خالد بن عُرْعُرة عن علي رضي اللَّه عنه - سأله رجل عن السقف المرفوع؟ - فقال: (السماء) - رواه ابن جرير. وقال ابن زيد: (سقف السماء). وفي التنزيل: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٢]. وقال الربيع بن أنس: (هو العرش). يعني أنه سقف لجميع المخلوقات، والبيان يحتمله.
وقوله تعالى: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾. قيل المُوقد، وقيل المملوء.